بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربِّ العالمين وصلّى الله على نبيِّنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.
قال الله عزّ وجلّ : ﴿قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَاب مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ﴾.
صدق الله العليّ العظيم
السلام عليكم أبنائي ورحمة الله وبركاته
إنّ اُمّة جادت في تقديم الشهداء وأعطت من نفسها الكثير في ميدان الجهاد دفاعاً عن الإسلام من قادتها وأبنائها الأبرار لجديرةٌ بالعزّة والسؤدد والشمُوخ والرفعة.
لقد حازت اُمّتنا في العراق قَصَبَ السِبق في ذلك، وحيّرت العقول في صبرها وطول جهادها وجسامة تضحياتها... وإنّ اُمّةً يتقدّم قادتها لمقارعة الطواغيت ويصمّمون على الشهادة ويشربون كأسها حَريٌ بها أن يصدق في حقّها قول إمامنا سيّد الشهداء (عليه السلام): « لا رأيتم هواناً بعد هذا اليوم ».
فذاك القائد الفذّ الوتر الذي لا نظير له اُستاذنا العظيم الشهيد الكبير سماحة آية الله العظمى السيّد محمّدباقر الصدر (قدس سره)،
وهذا تلميذه وخليفته سماحة آية الله العظمى الشهيد السيّد محمّد محمّدصادق الصدر (قدس سره) الذي أحيا السنّة وأمات البدعة، جاهر بمحاربة الطاغوت مستعدّاً للشهادة لابساً كفنها منتظراً لها، فهوت إليه أفئدةُ المؤمنين، واجتمعت به كلمتهم، وقويت به شوكتهم، فعزّ على الظالمين ذلك فاغتالوه مع نجليه العزيزين المظلومين (رحمهما الله) ظنّاً منهم أ نّهم سيهزِمون الاُمّة ويحقّقون أهدافهم المشؤومة في التآمر على الإسلام والمسلمين.
ونحن وإن كان يتجدّد لنا حزننا عليه في كلّ عام بالمناسبة الأليمة لذكرى استشهاده ولكنّه في نفس الوقت يتجدّد لنا بنفس المناسبة إحساسنا بالفخر والاعتزاز والزهو والشموخ بذلك، ونقول بملأ أفواهنا خطاباً للإرهابيّين والكافرين المستعمرين: ﴿هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَاب مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا﴾.
أيّها الاُمّة العراقيّة يا أبنائنا الأعزاء وإخواننا الكرام لا تيأسوا من رَوح الله فعند الشدّة يأتي الفرج، ولدى الصبر مع الاستقامة يأتي النصر ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾، ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾، ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾، ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ﴾ صدق الله العليّ العظيم.
فإلى الأمام يا أبنائي وإخواني وأعزّائي وأنتم مقبلون على الانتخابات المصيريّة التي أسأل الله أن يعزّكم وينصركم فيها ويثبّت أقدامكم ويُذلّ الكافرين والإرهابيّين إنّه سميعٌ مجيب، والسلام عليكم من أب قريح العين جريح الفؤاد دامي القلب ورحمة الله وبركاته.
1 / ذي القعدة / 1426 هـ. ق
كـاظم الحسـيني الحـائري