بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَإذَا قِيلَ لَهُم لَا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُون * أَلا إنَّهُم هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لَّا يَشْعُرُون﴾. سورة البقرة، الآية: 11ـ 12.
صدق الله العليّ العظيم.
إنَّ جريمة التكفيريين النكراء التي وقعت بهدم ونبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي (رحمه الله) والذي أجمع المسلمون على مقامه الرفيع بين صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لهي مصيبةٌ فجعت كلّ المسلمين وهزّت ضمائرهم.
إنَّ نبشَ قبور المؤمنين وخصوصاً الصحابة الأجلّاء لَهو من أكبر القبائح وأبشع صور الهتك للحرمات والمقدّسات، إنَّ هذه الجماعات التي تدّعي كذباً وزوراً انتسابها للإسلام والمسلمين هي من أبرز مصاديق الخوارج عن الدين، ولا نشكّ أنَّ وراءهم قوى الاستكبار والصهيونيّة العالميّة التي فشلت لحدّ الآن أن تدقّ أسفين الحرب بين طوائف المسلمين، فراحت تنعق لتعميق الجراحات وهتك المقدّسات، لتوسيع الشرخ وزرع العداوة والبغضاء بينها، لعلّ ذلك يزيد في إثارة الضغائن وتحقيق أرضيّة مزيد من إراقة دماء المسلمين ومزيد من الفرقة والحقد.
لقد ثبت لكلّ المسلمين أنَّ هذه المجاميع التكفيريّة ليس لديها إلّا الضلال والباطل، وأنّها لا تتورّع من ارتكاب أيّة جريمة مهما كان قبحها كبيراً بذريعة الجهاد.
وهو أدلّ دليل على أنّهم صنائع للكفر العالمي للنيل من الاُمّة الإسلاميّة وتمزيق أوصالها، لتبقى إسرائيل ومَن وراءها متحكّمة بمصير المسلمين وبلادهم.
إنَّ استمرار هذا النهج التكفيري الفاضح والغريب عن الإسلام وواقع المسلمين يدقّ جرس الخطر على الاُمَّة ويدعو علماء الإسلام ورجاله المخلصين للحذر الشديد، واليقظة التامَّة، والعمل على فضح هؤلاء المجرمين العتاة، وبيان حقيقة ضلالهم ومدى خطرهم على الإسلام ووحدة المسلمين، ولتكن الآية الكريمة: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُم إذ كُنتُم أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُم فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخْوَاناً﴾شعاراً خالداً ومنطلقاً ثابتاً لمواجهة هؤلاء المفسدين في الأرض، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم.
24/جمادى الآخرة/1434
كاظم الحسيني الحائري