بسم الله الرحمن الرحيم
قال عزّ من قائل:﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُوا نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ . سورة التوبة، الآية: 32.
وقال تعالى أيضاً:﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِم وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَو كَرِهَ الْكَافِرُون﴾سورة الصفّ، الآية: 8.
السلام على أبناء اُمّتنا الإسلاميّة ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد:
فإنّ عدوّنا الغادر الماكر يكشّر بين الحين والآخر عن أنيابه فتبدوا سريرته الخبيثة فلا يتمالك نفسه فيعرب عمّا يُكن من ضغينة وسوء تجاه اُمّتنا الإسلاميّة ومقدّساتها العظيمة، فما صدر من الإساءة إلى إسلامنا العظيم ونبيّنا الكريم في الفلم المشبوه لم يكن عملاً عشوائيّاً قام به شرذمة من الجهّال، وإنّما هو عمل مبرمج وحلقة من سلسلة الإساءات المتكرّرة التي يقوم بها الصهاينة والأمريكان لإطفاء نور الله﴿وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾
يا أبناء اُمّتنا المجيدة، إنّ عدوّنا على علم من أنّ الذي أطاح بعملائهم في منطقتنا وسيأتي على المتبقّين منهم وقوّض أحلامهم هو الإسلام العزيز وقيمه وقوّته المتجدّدة في نفوس أبنائه، وكان الأعداء يمنّون النفس في أنّهم قد أفلحوا في إبعادهم عن إسلامهم وقيمهم، فإذا بالأعداء يفاجؤون بوعيهم وفطنتهم وغيرتهم على دينهم، لذا عمدوا إلى توجيه سهام قذرة للنيل من سمعة خاتم الأنبياء والمرسلين الحبيب المصطفى(صلى الله عليه وآله).
فيا خير اُمّة اُخرجت للناس، يا اُمّة خير الأنبياء وخاتمهم، لابدّ من الثأر لكرامة نبيّنا ومواصلة المسيرات الاحتجاجيّة الغاضبة على ما صدر من إساءة لأعظم مقدّساتنا وقيمنا وهو شخص النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله).
ونسترعي انتباه أبنائنا البررة من هذا الظرف إلى ما يلي:
أوّلاً: يجب أن لا يخرجنا الغضب المقدّس هذا عن الحقّ ولا يدخلنا في باطل، فلا يطال الغضب بريئاً، ويجب أن تكون ردّة الفعل مهذّبةً كريمةً تنسجم مع كرامة نبيّنا الأكرم(صلى الله عليه وآله).
ثانياً: إنّ أعظم صفعة يمكن توجيهها ثأراً لما جرى هو توثيق عرى الوحدة بين مذاهب المسلمين وطوائفهم، وسدّ الثغرات التي ينفذ منها طلاّب الفرقة والشتات، وخير مصداق على ذلك الأحداث التي تعصف بالمنطقة والتي من ورائها أصابع اليهود الصهاينة الذين يريدون كيداً بالإسلام والمسلمين.
وبلدنا العراق ليس بعيداً عن مخطّطاتهم فنراهم تارةً يقتلون أبناءنا بواسطة أدواتهم القذرة من العصابات التكفيريّة، واُخرى يتآمرون بتمزيق وحدة صفّنا وتفريق كلمتنا.
وهنا اُحذّر جميع الفصائل العاملة في الساحة الإسلاميّة عامّة والساحة العراقيّة خاصّة أن لا يكونوا أداةً لهذا المخطّط الخبيث من حيث يشعرون أو لا يشعرون، وأن يبقوا صفّاً واحداً يداً بيد شيعةً وسنّةً عرباً وأكراداً; لأنّ المستهدف هو وحدة العراق بجميع طوائفه وأقلّيّاته.
ولا يدعوا مجالاً للبعثيّين المجرمين الملطّخة أيديهم بدماء الأبرياء للعودة من جديد لاستلام مناصب حسّاسة ليتحكّموا بمصير وأمن الشعب المظلوم; لأنّهم خونةٌ لا يؤتمنون.
ثالثاً: نطالب جميع أتباع الديانات خصوصاً السماويّة منها وبالأخصّ مسيحيّ العالم أن يعلنوا موقفهم ممّا جرى حتّى تضيق الأرض على الجناة وحماتهم.
اللّهمّ إنّك تعلم أنّ رسولك قد اُوذي بأشدّ أذىً ما اُوذي رسولٌ مثله فاجزه جزاءً لم تجز أحداً مثله وصلّ عليه وعلى آله الطيّبين والمنتخبين من أصحابه، واجمع قلوب اُمّته على الحقّ والهدى يا أرحم الراحمين.
28 / شوّال المكرّم / 1433
كاظم الحسينيّ الحائريّ