بيانات

تأبين سماحة آية الله العظمى السيد كاظم الحسيني الحائري دام ظله لسماحة آية الله السيد نور الدين الأشكوري رحمه الله


بسم الله الرحمن الرحيم

قال عزّ اسمه في محكم كتابه: ﴿ وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ * وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ﴾.آل عمران: ١٥٧-١٥٨.

لقد أعظم حزني، وزاد غمّي وألمي نبأ رحيل أخي العزيز ورفيق دربي سماحة حجّة الإسلام والمسلمين السيّد نور الدين الإشكوريّ قدّس الله روحه الشريفة، ليت المنيّة عاجلتني قبل أن تسبقني إليه، إذ كان ناصراً مخلصاً ورفيقاً صادقاً لي، وولياً وفيّاً لاُستاذنا الشهيد قدّس سرّه.

صرف عمره الشريف في العمل لله والإرشاد إلى سبيله، كان -رحمه الله- من أعظم الناس في عيني، وكان رأس ما عظم به صِغرُ الدنيا في عينه، إذ كابر هواه، وكذّب مناه، وجعل الصبر مطيّة نجاته، والتقوى عدّة وفاته، ركب الطريقة الغرّاء، ولزم المحجّة البيضاء، كان خارجاً من سلطان الجهالة والضلالة، سلك سبيل الهدى بوعي أصيل وبصيرة ثاقبة. دُعي إلى رشادٍ فدنا، وأخذ بحجزة هادٍ فنجا، راقب ربّه، وخاف ذنبه، قدّم خالصاً، وعمل صالحاً.

اعزّي بهذا المصاب الجلل نفسي وجميع الحوزات العلمية الشريفة، ولاسيما اُسرته المكرّمة وذويه ومحبّيه.

إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ.. لا يبرح الحزن من قلبي أو يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم وهوّن عليّ مصابك قولُه تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الصابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾. البقرة: ١٥٥-١٥٦.

ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم.

١٨ شعبان المعظم ١٤٤٠هـ

كاظم الحسيني الحائري