لاحِظ بهذا الصدد ما نقله صاحب كتاب روح مجرد(1) عن الحدّاد، وحاصله ما يلي:
حوِّل النجاسة إِلى غيرك لا إِلى نفسك، فلو رأيت ـ مثلاً ـ أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يؤدّيان بك إِلى حالة الغضب، وتكدّر الفكر، وانكسار صفاء الذهن، وهذا أضرّ عليك ممّا يوجبه ارتكاب الجرم والحرام من الضرر على ذاك الفاعل، فاتركه على حاله، واحتفظ أنت بصفاء نفسك. انتهى ملخصاً.
أنظر إِلى هذه التوصية للوصول إِلى مدارج كمال النفس وتحصيل صفائها بترك واجب من الواجبات؟!
والثالث ـ ما اشتهر عن الصوفيّة وعن محافلهم من الرقص والسماع تحصيلاً لما يسمّى بالحال أو الوجد حتى أنّه نُقل عن الشيخ أبي سعيد أبي الخير: أنّه كان ذات يوم في ضيافة محمّد القائيني، وانشغل هو وجماعته بالسماع والوجد والرقص والصياح، وإذا بصاحب البيت وهو محمّد القائيني أبلغهم حضور وقت الصلاة فأجاب الشيخ نحن في الصلاة، فبقوا مستمرين في رقصهم وسماعهم، وانصرف صاحب البيت إِلى الصلاة(2).
ولنعم ما قيل:
والرابع ـ ارتكاب المحرّمات بهدف السقوط عن أعين الناس؛ كي يسلم هذا المرتكب من آفات الجاه والرياء. وأقتصر هنا على ما رواه المحدّث القمي(رحمه الله) في سفينة البحار(4) عن كتاب ابن الجوزي الذي ألّفه في الردّ على الصوفيّة باسم (تلبيس إبليس)، والنصّ ما يلي: