ثم إنّني لا أتصوّر أن تكون الصلاة التي هي كبيرة إلّا على الخاشعين عبارة عن صلواتنا التي قد تكون نقراً كنقر الغراب، أو لا تستغرق إلّا خمس دقائق، ولا تكون إلّا بالمقدار المجزي فقهيّاً، فأيّ ثقل مهم لهذه الصلاة حتى يقال عنها: ﴿إنّها لكبيرة إلّا على الخاشعين ؟!﴾.
وأمّا الإضافة فأُمور ثلاثة:
الأوّل ـ هناك عدّة طرق لتحصيل حضور القلب في الصلاة، منها:
1 ـ أن يبادر قبل الدخول في الصلاة بحلّ مشاغله الآنيّة، كمدافعة الأخبثين، وألم يمكن تسكينه ولو نسبيّاً في وقت قصير، ونحو ذلك. وقد وردت النصوص في النهي عن الصلاة مع مدافعة الأخبثين(1).
2 ـ أن يفرّغ نفسه قبل الصلاة عن أفكاره الأُخرى ومشاغله دنيويّة أو أُخرويّة، ويفكّر في عظمة الله ورحمته وغضبه، وفي الموت وما بعده.
3 ـ أن يتأمّل في الصلاة في معاني ما يقول. وطبعاً التوجه إِلى الله من خلال الكلمات ليس هو الأصل؛ بل الأصل هو العكس، ولكن هذا ممّا لابدّ منه في بداية الطريق.
الثاني ـ على السالك أن يتدرّج في السلوك، ولا يحمّل نفسه فوق طاقته، ولا يبغّض إِلى نفسه العبادة بالإكثار، ويداري حالات قلبه المختلفة من الإقبال والإدبار.