المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

33

الربوبية كما ادّعاها بعضهم.

ولكنّ إخراج اللّه تعالى لآدم من الجنّة لم يكن عقاباً له، ومجازاةً بمعنى مجازاة العاصين والمذنبين؛ لأنّ اللّه تعالى أجلّ وأعزّ وأرفع من أن يجازي ويعاقب المخطئ _ حتّى لو فرضنا أنّ ذلك الخطأ كان معصية، وليس تركاً للأولی _ ما لم يصل إلى مستوى الخبث، أو إلى المستويات التي لا يمكن أن يتقبّل فيها رحمة الربّ؛ لأنّ رحمة اللّه تعالى قد وسعت كلّ شيء، وسبقت غضبه، وليس من المحتمل أن يكون الخطأ الذي وقع فيه آدم(عليه السلام) قد عرّضه لعقاب تمثّل في إخراجه من الجنّة، وإنّما كان إخراجه من الجنّة باعتبار أنّ طريق تكامل البشر كان بحاجة إلى الخطوط الثلاثة معاً، وقد ثبت بالتَجْربة عدم كفاية الخطّين الأوّلين لتكامل البشرية مع علم اللّه تعالى بذلك قبل التَجْربة طبعاً.

هذا كلّه بلحاظ دور الحضانة على حدّ تعبير أُستاذنا الشهيد(قدس سره)، غير أنّه يجدر بنا الوقوف عند بعض النقاط التي لها علاقة بقصّة آدم(عليه السلام):

1_ عملُ الشيطان ومعصيتُه

قد خالف الشيطان ربّه وعصاه عندما أمر اللّه تعالى الملائكة بالسجود لآدم، فأطاعوا ما عدا إبليس، وهذا يستدعي منّا أن نقف اتّجاه ذلك العمل من زاويتين: