المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

116

ولذا علينا أن نقي أنفسنا من عذاب اللّه تعالى بأعمالنا.

الأمر الثاني: مسألة كون الإيمان مستودعاً، فهذه المسألة خارجة من منطقة الشفاعة؛ فإنّ إيمان الإنسان الذي يعصي كثيراً، ويخالف اللّه سبحانه باستمرار، إذا أصبح عارية لديه وأمانة عنده، فإنّه من المحتمل أن تُؤْخَذ منه هذه الأمانةُ في ساعة سكرات الموت، ولو أُخِذَت منه _ لا سمح اللّه‌ _ وذهب كافراً، لم تلحقه الشفاعة طبعاً؛ لأنّ الشفاعة خاصّة بالمؤمنين فقط، وهذا هو الذي يُسمَّى بـ (سوء العاقبة)، وهذا هو الذي يجب أن نتعوّذ منه باللّه تعالى دائماً، ونطلب منه سبحانه أن يُعيذنا من ذلك، ويجب أن نعمل في سبيل أن لا نُبتلى بسوء العاقبة.

الأمر الثالث: مسألة الحساب، فهي خارجة أيضاً من الشفاعة؛ فإنّ اللّه سبحانه سيحاسبنا _ لا محالة _ في يوم القيامة على كلُّ صغيرة وكبيرة، قال تعالى: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾(1).

وقال سبحانه: ﴿يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي


(1) الأنبياء: 47.