المولفات

المؤلفات > البيع

246

وجود سياق من هذا القبيل، فبطبيعة الحال يكون ظاهر كلام مالك الملوك وخالق السماوات والأرض جلّ وعلا حينما يذكر استخلاف البشر هو استخلافه عن نفسه في الأرض؛ لأنّ تقدير فئة أُخرى هالكة بحاجة إلى مؤونة زائدة. وذلك من قبيل قوله تعالى:

1_ ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنَّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيْفَةً﴾(1).

2_ ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الأَرْضِ﴾(2).

3_ ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فݭݭِي الاَْرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ﴾(3).

4_ ﴿وَأَنْفِقُوُا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُّسْتَخْلَفِيْنَ فِيهِ﴾(4).

5_ ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الاَْرْضِ﴾(5).

وعدّ الآية الأُولى من هذه الآيات ضمن آيات الخلافة الإلهية موقوف على استظهار أنّ المقصود بـ ﴿جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ هو خلافة البشر لا خلافة شخص آدم(عليه السلام)، ولو بقرينة تخوّف الملائكة الذي هو تخوّف من جنس البشر، لا من شخص آدم(عليه السلام).

فظاهر الخلافة في هذه الآيات هو الخلافة عن الله في مُلكه في الأرض، من قبيل قوله تعالى: ﴿يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الاَْرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقَّ﴾(6) الواضح في إرادة الخلافة عن الله بقرينة تفريع الحكم بالحقّ عليها، إلّا أنّ المقصود في هذه الآية هي الخلافة الشخصية لداود عليه السلام والمقصود في تلك الآيات هي الخلافة النوعية لجنس البشرية.

فإذا ثبتت بهذه الآيات أنّ البشرية خليفة الله تعالى في أرضه وهذا يعني أنّ الله


(1) البقرة: 30.

(2) الأنعام: 165.

(3) فاطر: 39.

(4) الحديد: 7.

(5) النمل: 62

(6) ص: 26.