المولفات

المؤلفات > دراسات فقهية

89

تعتبر منى محلّ ذبح الهدي في حج التمتّع، وقد يُستدل على ذلك بوجوه:

1_ قوله تعالى: >وَأَتِمُّوا﴿الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّٰهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ...﴾(1).

فقد استدلّ السيد الخوئي(رحمه الله) بهذه الآية المباركة لإثبات أنّ محلّ ذبح الهدي في الحجّ بمنى؛ تارةً بها وحدها، وأُخرى بمعونة ضمّ موثقة زرعة إليها(2).

أمّا تقريب الاستدلال بالآية وحدها فهو أنّه لا يوجد فقهيّاً في محلّ ذبح الهدي غير احتمالين:

الأوّل: أن يكون محلّه منى.

والثاني: أن لا يكون له محلّ معيّن.

وقوله تعالى: ﴿حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ﴾ يرفض الاحتمال الثاني بصريح العبارة، فينحصر الأمر في الاحتمال الأوّل.

أقول: لو لم نحتمل في محلّ الهدي احتمالاً ثالثاً حقّاً لتمّ هذا الاستدلال، أمّا لو احتملنا في محلّ الهدي كونه أوسع من منى _ وهو عنوان الحرم مثلاً أو عنوان مكّة وما حواليها _ فهذا الاستدلال لا يتمّ.

 


(1) البقرة: 196.

(2) المعتمد، كتاب الحج، ج5، ص208.